دورة التقييم

"يجب عدم التأخر مطلقًا عن الاستجابة السريعة للاحتياجات الملحة الواضحة لأن التقييم الشامل لم يكتمل بعد" (دليل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحالات الطوارئ).

دورة التقييم هي أداة تصورية تساعد على تحديد مختلف مراحل التقييم بشكل أفضل وفي نفس الوقت تؤكد على فكرة العملية المستمرة. ويتمثل الهدف النهائي في توفير معلومات موثوق بها ودقيقة وقيّمة لصانعي القرارات من أجل توجيه قراراتهم. تتسم هذه العملية بأنها دورية وتمر بـ 5 مراحل.

  1. الاستعداد
  2. التصميم
  3. التنفيذ
  4. التحليل
  5. المشاركة

الاستعداد

أفضل وقت لبدء مرحلة الاستعداد هو ما قبل وقوع حالات الطوارئ بوقت طويل من خلال تحديد إجراءات وسياسات التقييم التي تتناسب مع خطط الطوارئ وتخطيط البرنامج الخاصة بالمنظمة. يجب أن تعمل خطة التقييم على توضيح كيف ستنفذ المنظمة التقييم من البداية إلى النهاية، وما هي الأجزاء المختلفة التي تتولى المنظمة مسؤوليتها، وكيف ستوازن بين التكلفة والسرعة والجودة.

  • مرحلة ما قبل حالة الطوارئ: راجع الأدوات والآليات والدروس المستفادة المتوفرة. حدّث الأدوات ورتّبها إذا لزم الأمر، مع إتاحة الوقت الكافي لفحصها وتعديلها على النحو المناسب.
  • مرحلة أثناء حالة الطوارئ وبعدها: حدد الأطر التي ستتدخل على أساسها المنظمة والقيمة التي ستضيفها إلى الاستجابة.

يتضمن التخطيط للتقييم ما يلي:

  • تحديد المستخدمين النهائيين لمعلومات التقييم (مثل موظفي البرنامج والجهات المانحة وما إلى ذلك)   واحتياجات كل منهم (مثل الميزانيات والبرمجة والتخطيط وما إلى ذلك). 
  • تحديد أهداف التقييم.
  • تحديد الاختصاصات لفريق التقييم اللوجستي.
  • اختيار أعضاء الفريق.
  • تحديد و/أو إعداد أدوات التقييم وإجراء اختبارات تجريبية لها.
  • حشد الموارد لتسهيل التقييم - الموظفين والمركبات وأجهزة الكمبيوتر وما إلى ذلك.
  • الاتفاق على صيغة تقديم التقارير.

التصميم

ستختلف تصميمات التقييم في سياقات مختلفة، لن تكون هناك منهجية واحدة تلبي جميع المعلومات المطلوبة في كل وضع.  يجب أن يبدأ كل تصميم بالحقائق الأساسية، بما في ذلك معلومات حول المكان (المواقع المتضررة)، والأشخاص (المجموعات المحتاجة)، والجهات (القطاعات التي تتطلب اتخاذ إجراء)، وينبغي تصميمها بطريقة تتيح للمنظمات اتخاذ قرارات محددة.

يجب أن يكون تصميم التقييم واقعيًا ويمكن إدارته في حدود القدرات الحالية، وأن يوازن بين تكلفة جمع البيانات ومزايا الحصول على تلك المعلومات. الخطوة الأولى في التصميم هي مراجعة البيانات الثانوية المتوفرة -  إذا كانت هناك فجوات كبيرة أو أسئلة محددة يجب الإجابة عنها، فقد يلزم إصدار تقييم لجمع البيانات الأولية.

يجب ألا تضر عملية التقييم باحتياجات الحماية والخصوصية للسكان المتضررين.  يسلط مشروع "اسفير" (Sphere) لدليل التقييم الضوء على عنصرين من عناصر المبدأ، بناءً على المفهوم الأساسي الإنساني المتمثل في عدم إلحاق الضرر:

  1. لا يؤدي شكل المساعدة الإنسانية والبيئة التي تُقدم فيها إلى تعريض الأشخاص لمزيد من المخاطر الجسدية أو أشكال العنف أو غير ذلك من أشكال انتهاكات الحقوق.
  2. تدير وكالات الإغاثة الإنسانية المعلومات الحساسة بطريقة لا تهدد  أمن مقدمي المعلومات أو أولئك الذين يمكن التعرف عليهم من المعلومات.

التنفيذ

يتطلب تنفيذ التقييم ضمان وضوح الأهداف والمنجزات المتوخاة أثناء قياس مدى تقدم التقييم بشكل مستمر. من المهم اتباع خطة، إلا أنه ربما تحدث العديد من التعديلات على خطة التقييم بسبب الظروف المحيطة أو التطورات الداخلية. يجب أن تكون العملية موحدة وتتسم بالشفافية والثقة بشكل واضح للتعرف على العيوب المحتملة.

كلما كان فريق التقييم أكثر تأهيلاً وخبرة، كانت نتائج التقييم أكثر دقة وموثوقية. يجب الاتفاق على إجراءات التشغيل القياسية (SOP) مع الأطراف المعنية الأساسية، وبما يتماشى مع الخطة. تصف إجراءات التشغيل الموحدة أدوار أعضاء الفريق ومسؤولياته، واختصاصات إدارة الفريق ووظائف الدعم، وتحدد بوضوح قادة الفِرق.

التحليل

يتضمن تحليل التقييم مزيجًا من المعلومات المتاحة وشرحها. يجب أن يحدد التحليل الأنماط والفجوات والحقائق الملموسة، وأن يقدم حججًا قوية تستند إلى أدلة تم التحقق منها بمقارنتها بمصادر أخرى، والتي تم تجميعها من خلال منهجية محددة على يد فريق تقييم محترف.

إن الطبيعة المعقدة التي يصعب التنبؤ بها لحالات الطوارئ الإنسانية، إلى جانب توفر البيانات المحدود، تجعل من الدقة ومدى الصحة أمرًا صعبًا. من الضروري توضيح البيانات التي يعتمد عليها التحليل ومصدر تلك البيانات. من المهم التمتع بالمصداقية بشأن الفجوات في البيانات والسعي للحصول على تفسيرات لهذه الثغرات، مثل عدم إمكانية الوصول أو نقص الموارد أو غيرها.

بقدر الإمكان، يجب أن يحدد التحليل أيضًا الفجوات في القدرات مثل: الموارد البشرية، ومواد الإغاثة، والقدرات اللوجستية، واستراتيجيات التصدي، وغير ذلك الكثير. ما هي الموارد المتوفرة لتلبية الاحتياجات المحددة، وما هي الموارد الإضافية التي لا تزال مطلوبة؟

مشاركة النتائج

يجب مشاركة نتائج التقييم واستنتاجاته وبياناته داخل المنظمة وخارجها.

  • بالنسبة إلى داخل المنظمة، من أجل السماح لصانعي القرارات بتوجيه أفعالهم وغيرهم من الزملاء المحتمل أن يكونوا أصحاب مصلحة.
  • بالنسبة إلى خارج المنظمة، من أجل مساعدة الآخرين في عملهم، والمساهمة في البيانات الأساسية الشاملة المتاحة وزيادة شفافية الاستجابة.

من المهم إتاحة النتائج للزملاء من المنظمات الأخرى والمنسقين والكيانات الحكومية والمجموعات والسلطات المحلية والوطنية والمجتمعات المتضررة.

عادةً ما تُقدم نتائج التقييم في شكل "تقرير تقييمي" يجب عليه أن يستوفي المعايير التالية:

  • الاتسام بالوضوح والاختصار والملائمة  - أقل قدر ممكن من الكتابة ولكن بقدر ما هو مطلوب لتوصيل النتائج.
  • إتاحة تحديد أولويات العمل للمستخدمين.
  • وصف منهجيتها لإثبات موثوقية البيانات.
  • النزاهة عند الإقرار بالافتراضات والقيود وأشكال التحيز والفجوات.
  • تمكين التحليل المقارن إذا لزم الأمر.
  • اتباع البروتوكولات الإنسانية العالمية المتوافقة عمليًا مع بيانات الوكالات الأخرى.
  • إن تكرار مشاركة البيانات محدد حسب السياق ولكن يجب أن يكون سريعًا قدر الإمكان.

يتضمن كل تقرير ثلاثة مقومات أساسية بشكل جوهري

  1. النتائج
  2. تحليل تلك النتائج
  3. المنهجية المتبعة لجمع البيانات وتحليلها.

غير أن التقارير ليست الطريقة الوحيدة لتوصيل النتائج؛ حيث سيتطلب المستخدمون المختلفون تنسيقات وتفاصيل مختلفة. قد تكون هناك حاجة إلى مذكرات إحاطة أو خرائط أو عروض الشرائح التقديمية أو غيرها من التنسيقات التي يمكن أن تلبي توقعات الجمهور المستهدف.

يجب مشاركة النتائج على نطاق واسع وبسرعة حيثما تسمح الشواغل المتعلقة بالأمن والسلامة. بمجرد نشر المعلومات، يمكن أن تهدد وضع السكان المتضررين، خاصةً في المناطق التي تشهد نزاعات أو أوضاع متأزمة. لهذه الأسباب، يجب إعداد مواد المعلومات من التقييم (التقارير أو الخرائط أو النواتج الأخرى) مع مراعاة القضايا المتعلقة بالحماية.